الحرية الإعلامية
هناك علاقة ترابطية بين
طبيعة النظام السياسي وبين طبيعة النظام الإعلامي، فالنظام السياسي يهيئ المناخ ويتيح
الفرص لنشوء نظام إعلامي مناسب. ولهذا فان
النظام السياسي والاجتماعي هو الذي يعرف الإعلام ويحدد شكله ومضمونه. وعندما تختلف الأنظمة السياسية تختلف معها – عادة
– الأنظمة الإعلامية. وحرية الصحافة أو الإعلام
في أي مجتمع هي امتداد للفلسفة والرؤية الاجتماعية التي تولدت في ذلك المجتمع. ويمكن إجمالا وضع عدد من المعايير التي تحدد طبيعة
ومفهوم حرية الإعلام
:
1.
انفتاح المجتمع
من خلال تدفق حر للمعلومات.
2.
تمكن ووصول
الجمهور إلى معلومات داخلية وطنية وخارجية عالمية.
3.
وصول وسائل
الإعلام إلى المصادر والمعلومات التي تحتاجها، بما فيها معلومات عن/ ومن الحكومة.
4.
توفر كافة
أنواع المعلومات إلى الإعلام، والى الجمهور.
5. الأهمية التى تحظى بها وسائل الإعلام ، و الاهتمام
بحرية هذه الوسائل
.
و تعد فريدم هاوس سنويا تقارير عن مستوى الحرية التي تتمتع بها وسائل
الإعلام في مختلف دول العالم. وفي تحليل عن
تقرير عام 2006م، اتضح أن 24% من دول العالم أعتبرها التقرير دولا غير حرة، و 30% تمتلك حرية جزئية، والباقي (46%) اعتبرها
التقرير دولا حرة. وأوضح التقرير السنوي لفريدم
هاوس أن الحريات تقع تحت تهديد من معظم دول العالم.. وخاصة الدول النامية، وبشكل خاص
الدول الأسيوية. وقد تصدرت فيلندا دول العالم
على مر عدد من السنوات، ولكن في تقرير عام 2006 تساوت معها في المرتبة الأولى كل من
ايسلندا والسويد، ثم تلتها الدنمرك والنرويج..
ومن الملفت للنظر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن بين الدول العشر الأكثر
حرية في العام، بل جاء ترتيبها الرابعة والعشرين، وجاءت المملكة المتحدة الثلاثين بين
دول العالم. وإذا تفحصنا الدول العشر الأولى الأكثر حرية في العام، لوجدنا
أن معظم هذه الدول هي دول اسكندنافية، ودول تقع شمال أوروبا، حيث تمتلك هذه الدول تقاليد
عريقة في حرية الصحافة على مر العقود الماضية.
أما بالنسبة لترتيب الدول
العربية بين دول العالم حسب مقياس حرية الصحافة،
فقد تصدرت الكويت الدول العربية في امتلاكها لحريات أكثر ومساحات أرحب من الدول
العربية الأخرى في مجال حرية الصحافة والإعلام،
وتلتها لبنان ثم كل من الأردن وقطر
والمغرب.. وقد احتلت المملكة العربية السعودية
المرتبة 173 بين دول العالم، مما يشير إلى تأخرها في سلم الحريات الصحافية والإعلامية. كما أنها جاءت بين الدول العربية الخامسة عشرة،
مما يعكس كذلك تأخرها إعلاميا مقارنة مع الدول العربية الأخرى.