الصراع القائم بين الصحافة الورقية و الصحافة الإلكترونية
يدور جدلًُ واسع هذه الأيام حول تقدم الصحافة الإلكترونية
وقدرتها على إقصاء الصحافة الورقية التقليدية والقضاء عليها وتبوء محل الصدارة في عالم
الصحافة ، ومما هو معروف أن لكل من الصحافة الإلكترونية والورقية مميزات خاصة ومتابعين
من كافة الفئات ، وللإجابة على هذا التساؤل نقول بأن الصحافة الإلكترونية لا يمكنها
إقصاء الصحافة الورقية التقليدية والقضاء عليها بشكل مطلق وذلك لما تملكه الصحافة الورقية
من أسباب القوة ما يجعلها قادرة على الصمود في وجه الصحافة الإلكترونية مثل القوانين
التي تنظم عملها وتوفر لها الحماية لممارسة نشاطها ، إضافة إلى أنها تعتبر مؤسسات رسمية
لها مواردها المالية من الدعاية والإعلان ونحوه ، وهي أمور تفتقدها كثير من الصحف الإلكترونية
ولكن هذه الأخيرة تمتلك أيضا تقدم وأسبقية في نقل الخبر وانتشار واسع ليس على المستوى
المحلي فحسب بل حتى على المستوى الإقليمي والدولي ، فالصحافة الإلكترونية تصل إلى أبعد
نقطة ممكنة خلال ثوانٍ معدودة إضافة إلى ما تملكه من ميزات أخرى تفتقر إليها الصحافة
الورقية ، لذلك نقول أن قضاء الصحافة الإلكترونية على الورقية مقيد بشروط ومقدمات تتمثل
أولاً في تغلبها على السلبيات التي تحيط بعملها مثل التأكد من الخبر قبل نشره والتخطيط
الجيد للأعمال ، إضافة إلى حصول الصحف الإلكترونية على تمويل قوي وضخم واتجاه الشركات
والمؤسسات إلى الدعاية والإعلان بشكل واسع من خلالها ، إضافة إلى إشهارها كمؤسسات رسمية
تشتمل على أطقم عمل متخصصة تنقل الخبر بموضوعية ووضوح ، كما تحتاج إلى الحصول على قوانين
وتشريعات تنظم عملها وتحميها ، وعند تحقق هذه الشروط وغيرها من الشروط الأخرى يمكن
أن تكون الصحافة الإلكترونية قد وجهت ضربة قاصمة للورقية خاصة مع التقدم التقني واتجاه
الناس أساساً إلى شبكة الإنترنت متخلين بذلك تدريجياً عن الصحافة الورقية .